facebook-new




السياسة (للمبتدئين)

تركز الليبرتارية على تحرير الإنسان
و جعله مقدساً في عين نفسه

وتتطلع إلى فصل الأفراد عن المجتمع
لتحقيق أقصى رغباتهم بلا قيود عرفية أو جينية

إذا إحتاج صديقاً لك الى المساعدة
ورأيته يتدرب ويتعلم ليساعد نفسه
دون ان يتواضع قليلاً لطلب المساعدة
فغالباً هو شخص ذو ميول ليبرالية

وتصرفه هذا غريزياً سوف يُشعرك بالنقص

لأن الإنسان إجتماعي وإشتراكي بالفطرة
تماماً مثل بقية الحيوانات الاجتماعية
التي تسعى لبناء روابط اجتماعية لمصالح مشتركة

مع ذلك فأن التطور البيولوجي والعقلاني للانسان
يفرض على الأفراد إلغاء الحاجة الى العلاقات الاجتماعية بنسبة كبيرة

خصوصاً أنه كلما تطور الإنسان
كلما أصبح معقداً عاطفياً ونفسياً أكثر
وغير قابلاً تقريباً للدخول في أي علاقة
مع أي إنسان حتى من الناحية الوراثية والجنسية

في حين تركز الليبرالية على
تطوير الانسان عقلياً و نفسياً وبيولوجياً
مقابل فصله عن العالم وربطه بنفسه

تسعى الإشتراكية إلى ربط الانسان بالمجتمع والبيئة
وتتطلع الى بناء منظومة اجتماعية واقتصادية
لا يحصد فيها الإنسان من عمله إلا ما يحتاجه غريزياً

تلغي الاشتراكية الكاملة مفهوم الإرادة الحرة
وتستبدله بمفاهيم مثل القدرية وسلطة الطبيعة
او سلطة رجال الدين والتحكم القسري

ومن ناحية أخرى تسعى الليبرالية إلى
منح الأفراد فرصة للشذوذ والتمرد والهيمنة على الطبيعة
والتأثير على الافراد والعقول ولكن بطريقة
غير مباشرة وغير قسرية

في الواقع هنالك نقاط إيجابية و سلبية كثيرة
لكلاً من الفلسفتين الاشتراكية و الليبرالية

والصراع مستمر حتى يتم الجمع بينهما بطريقة ما

على مر العصور لم يقدم أي دين أو نظام عالمي
حلاً شاملاً لجميع المشاكل والعلل البشرية
خصوصاً مع وجود تنوع في طبائع البشر وأعرافهم وأديانهم

من المستحيل عملياً توفيق نظام شامل في أي دولة
يرضي جميع الاطراف وجميع الطبقات والأديان

ولكن هنالك تفاؤل بأن الناس سوف يدركون مع تطورهم
أن الحل الوحيد للعيش بتكامل مع الكُل
هو توحيد الفلسفات الشرقية و الغربية معاً
في البيئة الفردية والمحيطة

بعد استنباط ما هو صالح منها فقط

دون الحاجة مطلقاً الى أي شكل من أشكال السلطة

وهذا سوف يتحقق عاجلاً ام آجلاً بعد اعتدال وصحوة جميع البشر

التعليقات