أعتقد أنني تأخرت كثيراً عن كتابة هذا المقال
بل هي سلسلة من المقالات المعمقة
كان من المفترض أن أقوم بنشرها منذ وقت طويل
قبل أن نبدأ يجب أن تعلم
أن هذه المقالات قد تزلزل معتقداتك القديمة
وقد تفتح لك عيناً ثالثة تبصر بها النور الحقيقي للسماء
يجب أن تدرك حقيقة
أن القرآن ليس كتاباً مكتوب إنما هو كتاباً مُنزل
يُكلّم فيه الخالق كل إنسان على حده
وفي نفس الوقت يُكلّم فيه الناس جمعا
أنه أشبه بكيان حي
متى ما فتحته سوف ينطق ويتكلّم
بلغة موقفك الحالي
بغض النظر عن الزمكان اللذي أنت فيه
كونه كتاباً متعدد الأبعاد
حتى لو سافرت إلى القمر وفتحته هناك
سوف تراه ينطق ويتكلّم بطريقة عجيبة
عن أحوالك على سطح القمر
لماذا قد نعترض على حقيقة
أن هذا الكتاب من ذوات الأرواح
كون الروح هي أمر إلهي
وليست خاضعة لأحوال الدنيا وقوانينها
كالتطور البيولوجي و العالم الفيزيائي
وقد أُعلن عن ذلك بشكل صريح في هذه الآية:
وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ
وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ
كيف سوف نرى و نسمع و نفقه
كيفية تسبيح الأحياء و الأشياء الجامدة حولنا
ونحن لا نملك نقطة من مفاتيح الغيب
وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ
وكون هذه المفاتيح هي أمراً معلوماً عند الله
وأن الإنسان موهوباً بالقدرة على العِلم و التعلّم
فأن الله قادراً على إيحاء قدراً من هذه المفاتيح لبنو الإنسان
كما قال عليّ بن أبي طالب
ولقد اصطفاني ربي بالعلم والظفر
فعرّفني نفسه وأعطاني مفاتيح الغيب
لو تعمقنا قليلاً في ماهية المفاتيح
المستخدمة في تشفير وفك تشفير القرآن الحكيم
سوف نعرف أنها نفس المفاتيح
التي يمكنها فك شفرة الكون بأكمله
بدءاً من علم الطاقة والترددات والخيمياء
حتى المفاهيم الكمومية الحديثة
يمكننا أن ننظر إلى القرآن كـ حقل كمومي
كل آية وكل كلمة فيه مرتبطة بكلمة وآية أخرى
بل متشابكة كمياً بأبعاد وجودية وعوالم أخرى
فإذا قمت بإستخراج آيات بطريقة عشوائية تماماً
أي بإستخدام خوارزميات عشوائية معينة
مثل فتح صفحة معينة وإشتقاق سطر معين
دون نظام محدد أو سبب فردي محدد
سوف ترى أن الآيات المستخرجة
دائماً ما تُحاكي ظرف يتعلق بموقفك الحالي
وهذا هو جوهر علم الإستخارة و التاروت
العديد من العلماء المسلمون
قاموأ بدراسة هذه الظاهرة القرآنية وتأكيدها
ومنهم الإستاذ الخوارزمي
وهو الأب الروحي لعلم التشفير الرياضي
و الحوسبة الرقمية
في الواقع أن خوارزميات التشفير العشوائية
كانت مستخدمة منذ عصور غابرة
كما نرى في تقنية الآي تشينج التي
استخدمت في الصين القديمة لدراسة الطابع الغيبي
للكتب السماوية والظواهر الطبيعية والفلكية
وهذه التقنية تشبه إلى حد كبير خوارزمية
التشفير الثنائي Binary encryption
وبهذه التقنية كان يتم تفسير الظواهر الفلكية والطبيعية
عن طريق تحليل نقاط الأيس و الليس في الظواهر
خلال فترة زمنية محددة
ولو تأملنا في بعض السور
سوف نلاحظ أن بعض الحروف والكلمات
وحتى الآيات التي قد تكون مكررة في بعض السور
تارة تصبح في حالة ليس (0) أي غير موجودة في بعض السور
وتارة تصبح في حالة أيس (1) أي موجودة
ومثال على ذلك سورة الفاتحة حيث
لم يرد أي ذكر لهذه الحروف السبعة:
ف ج ش ث ظ خ ز
ومن المعلوم أن هذه الحروف السبعة
هي الأساس في تكوين السجّين
وهو رقيم الـسحرة والمشعوذين
من لديهم فهم في علم تعمية الطلاسم
يعرفون ما يعني هذا الكلام
عموماً لم يُسمى القرآن بالكريم عبثاً
فهو يمكن أن يكون مصدراً
للشفاء و العلم و القوة الروحية
إذا تم تدبره بطريقة صحيحة
وإذا تم اللجوء إليه بقلب وعقل صادقين
القرآن ليس بديلاً لقرآنك الناطق الداخلي
ولكن إن لم ترى النور فيه
أو في أي مكان آخر
فأنه يدعوك للتواضع
وهو يذكرك بأن النور موجوداً في كل مكان
ليس فقط في ما تميل إليه نفسك
الله قريباً وقادر على أن يخاطبك أين ما كنت
بغض النظر عن دينك أو عقيدتك أو مسار حياتك
ولكنه فقط يدعوك للتسليم والتواضع ليرفع عنك الحجاب
إرسال تعليق